● س1: ما هي
الحقوق التي منحها الإسلام للإنسان وهل تختلف في جوهرها عن مجمل
الحقوق التي تنادي بها منظمة حقوق الإنسان العالمية؟
ج1: نعم تختلف في
جوهرها، فالحقوق التي تنادي بها المنظمات المؤسسة باسم حقوق الإنسان
تقوم على أساس العلمانية وابتعاد الإنسان عن هداية الله تعالى، وأنه
حر في التصرف بنفسه فله أن يعيش حياة أحط من الحيوانات ويفعل بنفسه
ما يشاء من الأعمال الشنيعة والأفعال القبيحة، ولا يجوز لغيره منعه
عنها إلا إذا كان عمله الشنيع مضراً بحرية غيره!
ونحن نرى كيف انحط الإنسان في المجتمعات
الغربية المادية في الأخلاق والتعامل وانتشر فيهم الفساد والمخدرات
ومنهم من يتزوجون بالكلاب وسائر الحيوانات!
أما الإسلام فالإنسان في نظره أكبر آيات الله
تعالى على الإطلاق، وقد خلقه الله تعالى حراً مريداً مختاراً بالذات،
وهداه بالعقل وبهداية الأنبياء (عليهم السلام) والشرع إلى السعادة
الكاملة التامة المعنوية والمادية والروحانيات والجسمانية والدنيوية
والأخروية.
وفتح عينيه ليرى ما في العالم من الأرض
والسماء والكائنات التي لا تحصى آيات الله وكلماته، التي لو كان
البحر مداداً لها لنفد البحر قبل أن تنفد.
وقد منح الله الإنسان تكويناً وتشريعاً لنيل
هذه السعادة العظمى باستخدام جميع غرائز وقواه الظاهرة والكامنة
ونهاه أن يضر بنفسه وبشرفه أو بغيره، ومنعه عما يضر بغاية خلقه فهو
ممنوع من القبائح والفحشاء ومن الظلم والغصب والاستكبار واستضعاف
عباد الله والإفساد في الأرض.
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)(النحل:
90).
وكل ذلك مبين بأحسن بيان، مفصل في الكتاب
والسنة.
هذا هو جوهر الاختلاف بين الحقوق التي منحها
الإسلام للإنسان ومنحتها المنضمات المدعية الدفاع عن حقوقه.