الاستسلام الواعي للقضاء و القدر
- ان الرضا بالقضاء والقدر ، لمن أهم سبل جلب الاطمئنان للنفوس التي تضطرب
لادني مكروه يحل بها ، وذلك عندما تلتفت الى مقدمتين ، الأولى منها :
آية قرآنية وهي { قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا}
والثانية : حقيقة وجدانية وهي : (ان ما كتب الله لنا فيه صلاحنا)..
فالنتيجة بداهة هي : انه لن يصيبنا الا ما فيه مصلحتنا.. فإذا التفت العبد الى
هذه النتيجة هل يبقى له ادنى اضطراب في احلك ظروفه ؟!
- الناس امام القضاء والقدر على طوائف : فمنهم من يسخط
بالقضاء الالهي مبدياً ذلك فهو كافر ان كان ملتفتا الى لوازم قوله.. ومنهم من
يصبر على القضاء على مضض ، فيكتب بذلك من الصابرين وإن لم يكن من العارفين..
ومنهم من يرضى بالقضاء الالهي ، لانه يرى الله عز وجل أولى بتدبير اموره من نفسه..
فوجوده بأصله فيض من الله تعالى ، فضلا عما يحل به.
- ان هجرة الرضا (ع) قسراً من مدينة جده وآبائه الى ارض
غربة ، وقبوله ولاية العهد قسراً ، لمن صور الرضا بالقضاء الالهي ، اذ ان
ادوارهم جميعا ، إنما هي بعهد معهود من جدهم المصطفى المنتسب الى وحي الله تعالى
.. فهم لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون.
- ضربت عقيلة الهاشميين زينب (ع) أروع صور الرضا بالقضاء عندما قالت :
( ما رأيت إلا جميلا ) فترى استشهاد اخيها جميلا لان الله
تعالى شاء ان يراه قتيلا ، وشاء ان يراهن سبايا.
الرجوع الى الصفحة الرئيسية